فاطمة: رحلة تأهيل مليئة بالأمل في مركز جمعية فلوكا

قبل الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا في 6 شباط، كانت الطفلة فاطمة واحدة من الأطفال المستفيدين من جلسات التأهيل في مركز جمعية فلوكا بمدينة أنطاكيا. فاطمة، التي تعتمد على زراعة الحلزون لتحسين قدراتها السمعية والنطقية، كانت تتلقى رعاية متكاملة ساعدتها في تحقيق تقدم كبير في رحلتها العلاجية.

لكن الزلزال غيّر مجرى الأمور، حيث أدى إلى تدمير المركز وانقطاع فاطمة عن جلسات التأهيل لعدة أشهر. هذا الانقطاع شكّل تحديًا كبيرًا لها ولأسرتها، حيث كانت الجلسات جزءًا أساسيًا من تطوير مهاراتها وتمكينها من التواصل مع العالم من حولها.

ورغم الظروف الصعبة التي مرت بها، لم تتخل جمعية فلوكا عن رسالتها الإنسانية. وبجهود حثيثة، استطاعت الانتقال إلى مدينة الريحانية وإعادة افتتاح مركز جديد لاستقبال الأطفال واستكمال تقديم الخدمات التي يحتاجونها. مع هذا التحول، تمكنت فاطمة من استئناف رحلتها التأهيلية، وعادت إلى متابعة جلساتها التي تشكل خطوة أساسية نحو تحسين قدراتها ودمجها في المجتمع.

قصة فاطمة ليست مجرد سرد لتحديات واجهتها طفلة، بل هي شهادة على الإصرار والإيمان بقدرة الأطفال على تجاوز العقبات إذا توفرت لهم البيئة المناسبة والدعم اللازم. المركز الجديد في الريحانية لم يكن مجرد مبنى بديل، بل كان بداية جديدة تحمل الأمل لعشرات الأطفال مثل فاطمة.

جمعية فلوكا، التي تقدم خدماتها للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، تواصل دورها في تمكينهم ومساعدتهم على تحقيق استقلاليتهم. من خلال جلسات التأهيل والعلاج، تعمل الجمعية على بناء أسس قوية للأطفال لتحسين قدراتهم والاندماج في المجتمع بشكل طبيعي.

فاطمة اليوم تمثل صورة مشرقة للأمل والعمل الجاد، حيث يُثبت تقدمها أن التحديات مهما كانت كبيرة يمكن التغلب عليها بالإرادة والدعم. رحلتها التأهيلية ليست مجرد خطوة في مسيرتها الشخصية، بل هي رمز لالتزام الجمعية بمساعدة الأطفال وأسرهم لتحقيق مستقبل أفضل.

جمعية فلوكا مستمرة في تقديم خدماتها لكل طفل بحاجة إلى الدعم والرعاية، متمنين لفاطمة ولجميع الأطفال أن يكون الغد مليئًا بالفرص والنجاحات.

تاريخ الحدث