في عام جديد مليء بالتحديات والآمال، تسطّر جمعية فلوكا فصلًا جديدًا في رحلتها الإنسانية الطويلة. بعد ثلاثة عشر عامًا من التهجير، عادت الجمعية إلى سوريا ، محمّلةً برسالة أمل وعزيمة لا تلين لمواصلة مسيرة العطاء.
رحلة الألم والصمود
بدأت قصة فلوكا مع تهجير ملايين السوريين نتيجة الأحداث التي عصفت بالوطن. لم تكن الرحلة سهلة، فقد حملنا خلالها آلامنا وصعوباتنا، لكن إيماننا برسالتنا دفعنا للعمل بلا كلل. كانت مهمتنا أن نكون العون لكل من احتاجه في المهجر، وأن نبني جسور الأمل بين أبناء الوطن الذين فرقتهم المسافات.
خلال تلك السنوات، أطلقت الجمعية عشرات المبادرات الإنسانية والإغاثية. من توزيع المساعدات الغذائية إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمحتاجين، كانت فلوكا دائمًا حاضرة في الصفوف الأمامية لخدمة السوريين في الداخل والخارج.
العودة إلى الجذور
اليوم، وبعد ثلاثة عشر عامًا، عادت فلوكا إلى سوريا لتفتح صفحة جديدة في تاريخها وتاريخ الوطن. العودة ليست مجرد خطوة جغرافية، بل هي استعادة لجذورنا وهويتنا، واستئناف لمسؤوليتنا تجاه أهلنا في الداخل. نحن هنا لنواصل المسير، ونعمل على تقديم يد العون لكل من يحتاجها، بغض النظر عن الانتماء أو الخلفية.
عزم لا يعرف الحدود
منذ اليوم الأول لعودتنا، وضعنا نصب أعيننا هدفًا واضحًا: خدمة كل أطياف الشعب السوري. نعمل على تعزيز قيم التضامن والتكافل، ونؤمن بأن العمل الجماعي هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل. عازمون على أن نكون يدًا واحدة في الخير والعطاء، لنغيث المحتاجين وندعم كل من يحتاج إلى عون.
من خلال مشاريع جديدة تشمل توزيع المواد الأساسية، دعم الفئات الأكثر ضعفًا، والمساهمة في إعادة بناء المجتمعات المحلية، تسعى فلوكا لتكون جزءًا من عملية الإعمار والتغيير الإيجابي في سوريا .
رؤيتنا للمستقبل
الطريق أمامنا ليس سهلًا، لكننا نؤمن بأننا قادرون على تحقيق تغيير حقيقي. رؤيتنا تستند إلى قيم التآخي والعدالة الاجتماعية، ونطمح إلى أن تكون فلوكا نموذجًا للمنظمات الإنسانية التي تسعى لبناء مجتمعات متماسكة.
سوريا اليوم هي بداية جديدة لنا جميعًا. هي فرصة لإعادة البناء، ليس فقط في البنية التحتية، ولكن أيضًا في النسيج الاجتماعي. ومع كل خطوة نخطوها، نتذكر أن رسالتنا هي رسالة أمل، وأن عملنا هو جسر يربط بين الماضي والمستقبل.
دعوة للمشاركة
نحن في فلوكا ندعو كل من يشاركنا الإيمان بقدرة الإنسان على التغيير للمساهمة في هذه المسيرة. معًا، يمكننا أن نحدث فرقًا، وأن نرسم ملامح وطنٍ يحتضن جميع أبنائه.
عودة فلوكا إلى سوريا ليست فقط قصة نجاح، بل هي شهادة على قوة الإرادة والإيمان بقدرة الخير على الانتصار. نحن هنا لنصنع المستقبل، ولنكون أملًا لمن فقدوا الأمل، وعونًا لكل محتاج.
تاريخ الحدث
- 2024-12-20